أخبار العراق: المنطقة الخضراء المشتعلة دوماً
أخبار العراق: المنطقة الخضراء المشتعلة دوماً
كثيراً ما تشمل أخبار العراق أخبار المنطقة الخضراء، ذلك لما تتعرّض له من حين لآخر من هجوم، وقصف، واحتجاجات، واقتحامات لمبانٍ حكومية وسياسية، مما يجعلها منطقة مشتعلة دوماً. ولكي تتمكّن من متابعة أخبار العراق بشكل سلس وسهل، تابع القراءة حتى تتعرّف على المنطقة الخضراء، وتاريخها، وأهم معالمها، والمزيد.
ما هي المنطقة الخضراء في العراق؟
إنّ اسم “المنطقة الخضراء” اسم متداول يُطلق على الحي الدولي الواقع في قلب العاصمة بغداد، وسمّيت المنطقة بهذا الاسم نظراً لمساحاتها الواسعة، وأشجارها الأكثر خضرة، وضمّها لأكبر عدد من أشجار النخيل. ويشمل هذا الحي منطقة كرادة مريم، وجزءاً من حي الحارثية، وجزءاً آخر من حي القادسية، وانشأتها بوضعها الحالي القوات الأميركية التي غزت العراق عام 2003، وقد بدأ اسم “المنطقة الخضراء” بالتداول مع قيام الحكومة العراقية الانتقالية.
إذاً، يمكن القول بأنّ للمنطقة الخضراء تاريخاً ما قبل الغزو الأميركي، إضافة إلى المراحل التي مرّت بها ما بعد الغزو مروراً بالعديد من الأحداث السياسية حتى اليوم، والتي سنتطرّق إليها بشكل مبسط ومختصر خلال المقال.
تبلغ مساحة المنطقة الخضراء 10 كم مربع، ويحيطها سور من الإسمنت الصلب بارتفاع يصل 7 أقدام وسماكة قدم، كما تعلوه الأسلاك الشائكة، ويمتدّ لعدة كيلومترات. وللمنطقة أربعة منافذ، وتتولى حمايتها قوات خاصة. ويمكن الدخول إليها من عدة بوابات منها بوابة القدس، وبوابة وزارة التخطيط، وبوابة القصر الجمهوري.
قد تتساءل عن سبب ذكر المنطقة الخضراء في أخبار العراق كثيراً، وعما يجعلها بهكذا أهمية. يعود ذلك لكون المنطقة الخضراء منطقة عسكرية تضمّ مقرات الجيش والحكومة، إضافة إلى احتوائها على العديد من السفارات كالسفارة الأميركية، إضافة إلى مقرات المنظمات الدولية والوكالات الحكومية والأجنبية على حدّ السواء.
إذاً، تجعل هذه المقرات العراقية والأجنبية والسفارات المنطقة الخضراء منطقة مستهدفة من مختلف الجهات أثناء الأحداث السياسية المختلفة. تابع القراءة حتى تكتشف أهم المعالم، والقصور، والمنشآت التي تضمها المنطقة الخضراء.
أهم المعالم الواقعة في المنطقة الخضراء
- عدد من قصور الرئيس السابق صدام حسين وأولاده.
- فندق الرشيد، قد تعرف هذا الفندق لو كنت متابعاً لأخبار العراق بشكل مستمر وبدقة كبيرة، حيث بني هذا الفندق في السبعينات لإيواء الملوك، والرؤساء، والوفود العربية التي تقدم إلى بغداد من أجل مؤتمرات القمة العربية.
- قصر السلام، أحد أكبر القصور الموجودة في العراق، والذي تم قصفه بشدة أثناء حرب 2003 من قبل القوات الأميركية، مما أدى إلى أضرار جسيمة في أنحاء مختلفة من القصر. وأعلنتْ أمانة بغداد إعادة إعمار هذا القصر من ضمن مشاريع الاستثمار عام 2009.
- مبنى وزارة التخطيط.
- سفارة الولايات المتحدة الأميركية.
- وزارة الدفاع العراقية.
- قوس النصر الذي يجسّد قبضة الرئيس الراحل صدام حسين.
- نصب الجندي المجهول.
- قصر المؤتمرات الذي بات بناية لمجلس النواب العراقي.
تاريخ المنطقة الخضراء
- المنطقة الخضراء في مرحلة حكم صدام حسين
أقام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في المنطقة الخضراء أثناء مرحلة حكمه، كما كانت تضم المباني الإدارية وبعض الوزارات حينها، إضافة إلى سفارة الولايات المتحدة وسفارة المملكة المتحدة، وبعض المجمّعات السكنية للعاملين والموظفين التابعين لهذه المؤسسات.
كانت المنطقة منعزلة عن بقية أحياء العاصمة، وكانت ذات تدابير أمنية عالية المستوى.
- المنطقة الخضراء أثناء الغزو الأميركي
لم يتم استهداف المنطقة الخضراء بشكل رئيسي ومباشر أثناء الغزو العراقي، إلا أنّها لم تسلم من الأضرار الناجمة عن تساقط أطنان المتفجرات على العاصمة. كما دخلتْ قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية إلى بغداد بعد سقوطها بحثاً عن أكثر المناطق أمناً فيها حتى تعتبرها مقراً لها، فوقع الاختيار على المنطقة الخضراء.
طردت القوات الأميركية سكّان المنطقة الخضراء، حيث كانت مأهولة بالسكان وتشمل 3 آلاف وحدة سكنية، ليستقر مكانهم 5 آلاف مسؤول ومقاول مدني في المنطقة.
- بعد انسحاب القوات الأميركية
بعد انسحاب القوات الأميركية عام 2011، تم تحويل العديد من المنشآت في المنطقة الخضراء إلى الحكومة العراقية الجديدة. ومع ذلك، فإنها ما تزال مقراً للسفارات الأميركية، والبريطانية، والأسترالية، والمصرية، وغيرها.
كما أنها مقرٌّ للموظفين الدبلوماسيين الدوليين وأسرهم والموظفين المهمين الآخرين، بما في ذلك رئيس الوزراء العراقي، وأعضاء مجلس البرلمان، وكبار الشخصيات.